الاستفتاءات » البكاء
البحث في:
١
السؤال: هل البكاء على الشهيد يعذّب الميّت أم يفرحه أم ماذا؟ لأنّ والدتي تبكي بكاءاً شديداّ على أخي الشهيد من الحشد الشعبي وياريت تجيبونا بالتفصيل لأشرح الموقف لها جزاكم الله خير الجزاء.
الجواب: لا يحرم البكاء على الميّت، ولكن لا ينبغي المبالغة فيه بما يؤدّي إلى إيذاء النفس أو ينافي الرضا بقضاء الله سبحانه، ولتحتسبه عنده تعالى فإنّ الله سبحانه بشّر الشهداء بشارةً عظيمة فقال عزّ من قائل: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠ )).
ولتستبشر بأنّ لها بشهادته أجراً جديراً بأن يغبطها عليه كلّ مؤمن، ولو اطّلعت عليه في الآخرة لرجت أن تزداد من مثله، ولتستذكر الحوراء زينب (عليها السلام) التي بذلت أولادها وإخوتها وأكارم قومها في سبيل الله سبحانه، فهنيئاً لها بما بذلته من فلذة كبدها في سبيل الله سبحانه وفي وقاية النفس والعرض والأرض.
نسأل الله سبحانه لها الأجر الجزيل والصبر الجميل وأن يحشر ولدها مع شهداء بدر وكربلاء، ويجعلها هي مع الزهراء والحوراء (سلام الله عليهما). إنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب.
sistani.org/25398
ولتستبشر بأنّ لها بشهادته أجراً جديراً بأن يغبطها عليه كلّ مؤمن، ولو اطّلعت عليه في الآخرة لرجت أن تزداد من مثله، ولتستذكر الحوراء زينب (عليها السلام) التي بذلت أولادها وإخوتها وأكارم قومها في سبيل الله سبحانه، فهنيئاً لها بما بذلته من فلذة كبدها في سبيل الله سبحانه وفي وقاية النفس والعرض والأرض.
نسأل الله سبحانه لها الأجر الجزيل والصبر الجميل وأن يحشر ولدها مع شهداء بدر وكربلاء، ويجعلها هي مع الزهراء والحوراء (سلام الله عليهما). إنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب.
٢
السؤال: ما هو رأي سماحة سيدنا ومرجعنا في صحّة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (من بكى أو تباكى على الحسين (عليه السلام) وجبت له الجنّة)؟
الجواب: نعم، ورد في أحاديث متعدّدة ــ جملة منها معتبرة ــ الوعد بالجنّة لمن بكى على الحسين (عليه السلام) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه أو أنشد شعراً فتباكى عليه.
ولا غرابة في ذلك، إذ الوعد بالجنّة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم أنّه لا يراد بذلك أن يشعر المكلّف بالأمان من العقوبة حتّى لو ترك الواجبات وارتكب المحرّمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلّظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك أنّ العمل المفروض يجازى عليه بالجنّة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضي به إلى الفوز بالجنّة والنجاة من النار.
وبتعبير آخر: إنّ العمل الموعود عليه يمثّل نقطة استحقاق للجنّة، وفاعليّة هذه النقطة تماماً منوطة بأن لا تكون هناك نقاط مقابلة توجب استحقاق النار بارتكاب الأعمال التي أوعد عليها بها.
وأمّا ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين (عليه السلام) فلأنّ البكاء يعبّر عن تعلّقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنّه إنّما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدّي إلى انفعالٍ نفسيٍّ يهزّ الإنسان، ومن ثمّ فإنّ البكاء على الإمام (عليه السلام) يمثّل الولاء الصادق للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وللمبادئ التي نادى بها ودعا إليها واستشهد لأجلها، ومن المشهود أنّ حركته (عليه السلام) قد هزّت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسّخت القِيَم الإسلامية في قلوب المؤمنين، ولم يحدث ذلك إلّا في أثر التمسّك والتعلّق بذكره نتيجة حثّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأحاديث.
وأمّا التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين، بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقاً به ولكنّه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلّف البكاء عسى أن يستجيب قلبه وتتدفّق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنّة لمن بكى أو تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى، كما نبّه عليه غير واحد منهم العلّامة المقرّم (قدس سره) في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام).
sistani.org/3871
ولا غرابة في ذلك، إذ الوعد بالجنّة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم أنّه لا يراد بذلك أن يشعر المكلّف بالأمان من العقوبة حتّى لو ترك الواجبات وارتكب المحرّمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلّظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك أنّ العمل المفروض يجازى عليه بالجنّة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضي به إلى الفوز بالجنّة والنجاة من النار.
وبتعبير آخر: إنّ العمل الموعود عليه يمثّل نقطة استحقاق للجنّة، وفاعليّة هذه النقطة تماماً منوطة بأن لا تكون هناك نقاط مقابلة توجب استحقاق النار بارتكاب الأعمال التي أوعد عليها بها.
وأمّا ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين (عليه السلام) فلأنّ البكاء يعبّر عن تعلّقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنّه إنّما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدّي إلى انفعالٍ نفسيٍّ يهزّ الإنسان، ومن ثمّ فإنّ البكاء على الإمام (عليه السلام) يمثّل الولاء الصادق للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وللمبادئ التي نادى بها ودعا إليها واستشهد لأجلها، ومن المشهود أنّ حركته (عليه السلام) قد هزّت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسّخت القِيَم الإسلامية في قلوب المؤمنين، ولم يحدث ذلك إلّا في أثر التمسّك والتعلّق بذكره نتيجة حثّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأحاديث.
وأمّا التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين، بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقاً به ولكنّه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلّف البكاء عسى أن يستجيب قلبه وتتدفّق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنّة لمن بكى أو تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى، كما نبّه عليه غير واحد منهم العلّامة المقرّم (قدس سره) في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام).
٣
السؤال: هل يجوز للمرأة إصدار صوت أثناء البكاء أمام غير المحرم؟
الجواب: إذا كان بنحو مثير عادةً فلا يجوز.
sistani.org/7231
٤
السؤال: هل يعدّ البكاء متعمّداً مبطلاً للصلاة؟
الجواب: البكاء متعمّداً لأمرٍ من أمور الدنيا يبطل الصلاة ــ على الأحوط ــ سواء المشتمل منه على الصوت وغير المشتمل عليه، وسواء ما كان عن اختيار وما كان من دونه على التفصيل المذكور في القهقهة، ولا تبطل الصلاة به إذا كان عن سهو، كما لا بأس به اختياراً إذا كان لأمر أخروي كالخوف من العذاب أو الطمع في الجنّة أو كان خضوعاً لله سبحانه ولو لأجل طلب أمر دنيوي، وكذلك البكاء لشيء من مصائب أهل البيت (سلام الله عليهم) لأجل التقرّب به إلى الله.
sistani.org/9051