الكتب الفتوائية » الفتاوى الميسّـرة
البحث في:
الحواريّة العامّة الأُولى ←
→ للأمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر مراتب
سأبدأ أوّلاً بذكر أُمور هي مِن المعروف على شكل نقاط محدّدة
قال ذلك ، وبدأ أبي يُعدّد مستعيناً بذاكرته تارّةً ، وبمصادر وضعها أمامه تارةً أُخرى فعدَّ مِن المعروف ما يأتي :
1 ـ التوكّل على الله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ، ورُوي أنّه قد سأل سائلٌ الإمام ( عليه السلام ) عن هذه الآية فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل على الله دَرَجَات ، منها أنْ تَتَوكّل على الله في أُمورِك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضياً ، تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها وفي غيرها ( .
2 ـ الاِعتصام بالله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( أوحى الله عزّ وجلّ الى داود : ما اعتصم بي عبدٌ مِن عبادي دون أحدٍ من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، ثمَّ تكيده السموات والأرض ومَن فيهنَّ ، إلاّ جعلت له المخرج مِن بينهنّ . وما اِعتصم عبدٌ مِن عبادي بأحدٍ مِن خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، إلاّ قطعت أسباب السموات مِن يديه وأسخت الأرض مِن تحته ولم أُبال بأيِّ وادٍ يهلك ( .
3 ـ شكر الله تعالى على نِعَمِه المتواترة : قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) ، وقال عزّ وجلّ : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( ما أنعَم الله على عبدٍ بنعمة بالغةٍ ما بلَغَت ، فحمِد الله عليها ، إلاّ كان حمدُه لله أفضل مِن تلك النعمة وأعظم وأوزن ( .
4 ـ حُسن الظنّ بالله تعالى : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( وجدنا في كتاب عليّ ) عليه السلام ( أنْ رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( قال على منبره : والذي لا إِله إلاّ هو ، ما أُعطِيَ مؤمنٌ قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحُسن ظنّه بالله ورجائه وحُسن خلقه ( .
5 ـ اليقين بالله تعالى في الرّزق والعمر والنّفع والضرّ : فعن الإمام عليّ ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يجد عبدٌ طعمَ الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنّ الضارَّ النّافع هو الله عزّ وجلّ ( .
6 ـ الخوف مِن الله عزّ وجلّ مَع رجائه تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم يصف المؤمنين : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَنْ خلا بذنبٍ فراقَب الله تعالى فيه واستحيا مِن الحفَظَة ، غفَر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإِن كانت مثل ذنوب الثقلين ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( أُرج الله رجاءً لا يجرّئك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته ) .
7 ـ الصبر وكظم الغيظ : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
وعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جرَع عبد جرعةً أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها اِبتغاء وجه الله ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن أحبِّ السبُل الى الله جرعتان ، جرعة غيظٍ يردّها بحِلم ، وجرعة مصيبة يردّها بصبر ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال لبعض ولده : ( يا بُنيّ ما من شيءٍ أقرُّ لعين أبيك مِن جرعة غيظٍ عاقِبتُها صبر ) .
8 ـ الصبر عن محارم الله تعالى : فعن الإمام عليّ (عليه السلام ) أنّه قال : ( الصبر صبران : صبرٌ عند المصيبة حسنٌ جميل ، وأحسَن مِن ذلك الصبر عند ما حرَّم الله تعالى عليك ) .
وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إتّقوا معاصي الله في الخلَوَات فإنَّ الشاهد هو الحاكم ) .
9 ـ العدل : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ) وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ثلاث هُم أقرب الخلق الى الله عزّ وجلّ يوم القيامة ، حتّى يفرغ مِن الحساب : رجلٌ لم تدعه قدرته في حال غضبِه إلى أنْ يحيف على مَن تحت يديه ، ورجلٌ مشى بين اثنين فلَم يمِل مع أحدهما على الآخر ولو بشعيرة ، ورجلٌ قال الحقَّ فيما عليه ).
10 ـ تغليب العقل على الشهوة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) ، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( طوبى لِمَن ترَك شهوةً حاضرةً لموعِد لم يره ) ، وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( كم مِن شهوةٍ ساعة أورثت حزناً طويلاً ) .
11 ـ التواضع : فعن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أحبَّكم إِليَّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً ، أحسنكم خُلُقاً وأشدَّكم تواضعاً ) ، وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ) أنّه دعا ربّه قائلاً : ( الّلهم صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ ولا ترفعني في النّاس درجةً إلاّ حطَطتني عند نفسي مثلها ، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلاّ أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها ) .
12 ـ الاقتصاد في المأكل والمشرب ونحوهما : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) . وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أفطر رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) عشيّة خميس في مسجد قبا فقال : ( هل من شراب ؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسِّ مخيض بعسل ، فلمّا وضعه على فيه نحّاه ثُمّ قال : ( شرابان يُكتفي بأحدِهما عن صاحبه ، لا أشربه ولا احرّمه ، ولكن أتواضع لله ، فإنّه مَنْ تواضع لله رفعه الله ، ومَن تكبَّر خفظه الله ، ومَن اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومَن بذَّر حرمه الله ، ومَن أكثر ذِكْر الموت أحبَّه الله ) .
13 ـ إنصاف النّاس ولو من النّفس : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن واسى الفقير مِن ماله وأنصف الناس من نفسه ، فذلك المؤمن حقّاً ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( سيّد الأعمال إِنصاف النّاس مِن نفسك ، ومواساة الأخ في الله تعالى ، وذِكر الله تعالى على كلِّ حاله ) .
وعن الإمام علىّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ألا أنّه مَن ينصف النّاس مِن نفسه لم يَزِده الله إلاّ عزّاً ) .
14 ـ العفّة : فعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ( أنّه قال : ( أفضل العبادة عفّة البطن والفرج ) .
15 ـ اِشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب النّاس : فعن النّبيّ ) صلّى الله عليه وآله ) : ( طُوبى لِمَن شغله خوفُ الله عزّ وجلّ عن خوف النّاس ، طُوبى لِمَن شغله عيبُه عن عيوب المؤمنين ( .
16 ـ التخلّق بمكارم الأخلاق : قال الله تعالى يصف نبيّه الكريم : ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (، وعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( حُسن الخلُق خلُق الله الأعظم ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ) ألا أخبركم بأشبهكم لي ؟) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : ( أحسنُكم خُلُقاً ، وأليَنُكم كنَفاً ، وأبرَّكم بقرابته ، وأشدَّكم حُبّاً لإخوانه في دينه ، وأصبَرُكم على الحقّ ، وأكظَمَكم للغيظ ، وأحسنُكم عفواً ، وأشدّكم مِن نفسه إنصافاً في الرّضا والغضب ( .
وروي أنّه قيل له ) صلّى الله عليه وآله ( : أيُّ المؤمنين أفضلهم إيماناً ؟ قال : ( أحسنهم خلقاً ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( أكثر ما يلج الجنة : تقوى الله وحسن الخلق ) .
17 ـ الحلم : فعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( ما أعزّ الله بجهلٍ قط ولا أذلَّ بحلم قط ) .
وعن الإمام الرضا ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يكون الرجلُ عابداً حتّى يكون حليماً ) .
18 ـ حفظ القرآن الكريم والعمل به وقراءته : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ( ، وعن النبيّ الكريم محمّد ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( إنّ أهل القرآن في أعلى درجةٍ مِن الآدميّين ما خلا النبيّين والمرسلين ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( الحافظ للقرآن والعامل به مع السَّفرة الكرام البَررَة )
وعنه ( عليه السلام أيضاً ) : ( مَن قرأ القرآن وهو شابٌّ مؤمنٌ اختلط القرآن بدمه ولحمه ، وجعَلَه الله مع السَّفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيجاً عنه يوم القيامة ( .
وهناك فضلٌ خاص لقراءة سوَرٍ معيّنة مِن القرآن الكريم مذكور في كتب الحديث إنْ شئت راجعتها .
19ـ زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( قال الحسين بن عليّ (عليه السلام ) لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا أبَتِ ، ما جزاء مَن زارك ؟ فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : مَن زارني ، أو زار أباك ، أو زارك ، أو زار أخاك ، كان حقّاً عليَّ أنْ أزوره يوم القيامة حتّى أُخلّصه مِن ذنوبه ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن زار قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام ) عارفاً بحقّه كُتِب في عليِّين ( ، وعنه (عليه السلام ) : ( مَن زار واحداً منّا كان كمَن زار الحسين ( عليه السلام )) .
20 ـ الزهد في الدّنيا : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ازهد في الدّنيا يحبّك الله ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( استحيوا مِن الله حقّ الحياء ) ، قالوا : إنّا لنستحي منه تعالى ، قال : ( فليس كذلك ، تبنون ما لا تسكنون ، وتجمعون ما لا تأكلون ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله )أنّه قال : ( إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهّده في الدّنيا ، ورغَّبه في الآخرة ، وبصَّرهُ بعيوب نفسه ) ، وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( إنّ مِن أعوَن الأخلاق على الدّين الزهد في الدّنيا ) وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إنّ علامة الرّاغب في ثواب الآخرة زُهدهُ في عاجل زهرة الدّنيا ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (أنّه قال : ( ما مِن عمل بعد معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة رسوله أفضلُ من بغض الدّنيا ) .
وروي أنّه قال رجل لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ( : إنّي لا ألقاك إلاّ في السنين ، فأوصِني بشيءٍ حتّى آخذ به . قال : ( أُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، وإيّاك أنْ تطمع إلى مَن فوقك ، وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ) : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، وقال : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) ، فإنْ خِفت ذلك فاذكر عيش رسول الله ( صلّى الله عليه وآله )، فإنّما كان قوته مِن الشّعير ، وحلواه مِن التّمر ، ووقوده من السعف . وإذا أُصبت بمصيبةٍ في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فإِنَّ الخلائق لم يُصابوا بمثله قط ) . وروي أنّه وقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ( على قبرٍ فقال : ( إنّ شيئاً هذا آخره لحقيقٌ أنْ يُزهد في أوّله ، وإنَّ شيئاً هذا أوّله لحقيقٌ أنْ يُخاف من آخره ) .
21 ـ إعانة المؤمن وتنفيس كربته وإدخال السرور عليه وإطعامه وقضاء حاجته : فعن الإمام أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ما من مؤمنٍ يعين مؤمناً مظلوماً إلاّ كان أفضل مِن صيام شهر رمضان واعتكافه في المسجد الحرام ، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ ونصره الله في الدّنيا والآخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله الله في الدنيا والآخرة ) .
وعنه عليه السلام أنه قال : ( أيّما مؤمن نفّس عن مؤمنٍ كربة نفَّسَ الله عنه سبعين كربةً من كرب الدّنيا وكرب يوم القيامة) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( مَن يسَّر على مؤمنٍ وهو مُعسِر يسَّر الله له حوائجه في الدّنيا والآخرة ) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( وإنَّ الله عزّ وجل في عونِ المؤمن ما كان المؤمنُ في عون أخيه المؤمن ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَن سرَّ امرأً مؤمناً سرَّه الله يوم القيامة ، وقيل له تمنَّ على الله ما أحبَبت فقد كنت تحبّ أنْ تسرَّ أولياؤه في دار الدّنيا ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَنْ أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله ، ومَنْ أدخله على رسول الله فقد وصَل ذلك الى الله ، وكذلك مَنْ أدخل عليه كرباً ) .
وعنه ( عليه السلام ( :(مَن أطعم مؤمناً مِن جوع أطعمه الله مِن ثمار الجنّة ، ومَن سقَى مؤمناً مِن ظمأ سقَاه الله مِن الرّحيق المختوم ، ومَن كسا مؤمناً كساه الله مِن الثياب الخضر ) .
وعنه ( عليه السلام ( : ( ما قضى مسلمٌ لمسلمٍ حاجةً إلاّ ناداه الله : عليَّ ثوابُك ولا أرضى لك بدون الجنّة ) .
22 ـ محاسبة النفس كل يوم : فقد رُوي أنّه أوصى النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أبا ذر رضي الله عنه فقال : ( يا أبا ذر ، حاسب نفسك قبل أنْ تُحاسب ، فإنّه أهَوَن لحسابك غداً ، وَزِنْ نفسك قبل أنْ تُوزن ، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تُعرض لا تخفى على الله خافية ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( يا أبا ذر ، لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يُحاسب نفسه أشدُّ مِن محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم مِن أين مطعمه ومِن أين مشربه ، ومن أين ملبسه أمِن حلالٍ أو مِن حرام ٍ، يا أبا ذر ، مَن لم يُبالِ مِن أين اكتسب المال لم يُبال الله مِن أين أدخله النّار ) .
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ( أنّه قال : ( ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظٌ من نفسك ، وما كانت المحاسبة مِن همِّك ، ابن آدم اِنّك ميِّتٌ ومبعوثٌ وموقوف بين يدَيّ الله فأعِدَّ جواباً ) .
23 ـ الاهتمام بأُمور المسلمين : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح لا يهتمّ باُمور المسلمين فليس بمسلم ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) :( مَن أصبح لا يهتّم بأمور المسلمين فليس منهم ، ومَن سمِع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يُجبهُ فليس بمسلم ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ( : (إنَّ المؤمن لترِد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده يهتمُّ بها قلبُهُ فيدخله الله تبارك وتعالى بهمِّه الجنّة ) .
24 ـ السخاء والكرم والإيثار : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جعل الله أولياءه إلاّ على السّخاء وحسن الخلق ) وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن موجبات المغفرة بذل الطعام وإِفشاء السلام وحُسن الكلام ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( تجافوا عن ذنب السخيّ فإنّ الله آخذٌ بيده كلّما عثر ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الجنّة دار الأسخياء ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أفضل الناس إيماناً أبسطهم كفّاً ) .
25 ـ الإنفاق على الأهل والعيال : فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله ) ، وقال (صلى الله عليه وآله) :( خيركم ، خيركم لأهله ) وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما أنفق الرجل على أهله فهو صدقة ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : (دينار أنفقته على أهلِك ، ودينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبة ، ودينار تصدّقت به على مسكين وأعظمُها أجراً الدينار الّذي أنفقته على أهلك ) .
26 ـ التّوبة مِن الذّنوب صغيرها وكبيرها والندم عليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ( ، وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ، وقال تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( ، وقال تعالى : ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال لمحمّد بن مسلم : ( يا محمّد بن مسلم ، ذُنوب المؤمن إِذا تاب منها مغفورةٌ له ، فليعمل المؤمن لِما يستأنف بعد التّوبة والمغفرة ، أما والله إنّها ليست إلاّ لأهل الإيمان . قلت : فإنّه يفعل ذلك مراراً ، يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر الله فقال : كلّما عاد المؤمن بالاِستغفار والتّوبة عاد الله عليه بالمغفرة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( التّائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له ، والمُقيم على الذّنب وهو مستغفِر منه كالمستهزئ ( .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( ما مِن عبدٍ أذنَب ذنباً فنَدِم عليه إلاّ غفَر الله له قبل أنْ يستغفر ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب ، كما يفرح أحدُكم بضالّته إذا وجدها ) .
وهناك مِن المعروف غير هذه ، نصّت عليها كتب الفقه والحديث فراجعها إنْ شئت المزيد .
قلت لأبي : الأرقام الّتي مرّت أشارت لِما هو مِن المعروف ، أمّا المنكرات ، أو ما يُعَدُّ من المنكر ؟
قال : ما يُعدُّ مِن المنكر كثير ، سأعدّد لك بعضاً منها ، ولكن بنفس الشرط السابق .
قلت : تقصد أنْ أعدك باِجتنابها والنّهي عنها ؟
قال : نعم .
قلت : أعِدُك بذلك .
قال : إذن إليك بعضاً ممّا هو مِن المنكر .
وبدأ أبي يُعدّد مُستعيناً بذاكرته وبمصادره ـ كما فعل سابقاً ـ فعدَّ مِن المنكر ما يأتي :
1 ـ الظلم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
عن الإمام علي (عليه السلام) : ( أعظم الخطايا اِقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( لمّا حضَرت عليّ بن الحسين الوفاة ضمَّني الى صدره ثمَّ قال : يا بُني ، أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضَرته الوفاة ، ممّا ذكَ إنَّ أباه أوصاه به ، قال : يا بُني ، إيّاك وظُلم مَن لا يجِد عليك ناصراً إلاّ الله ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : )مَن ظلَم مظلمةً أُخِذَ بها ، في نفسه أو في ماله أو في ولده ) .
وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( من أكل مِن مالِ أخيه ظلماً ولم يرده إليه أكل جذوةً من النّار يوم القيامة ) .
2 ـ الإعانة على الظلم والرّضا به : فعن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) :( مَن مشى الى ظالم ليعينه ، وهو يعلَم أنّه ظالم ، فقد خرَج من الإسلام ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : )شرُّ النّاس مَن باع آخرته بدُنياه ، وشرَّ منه مَن باع آخرته بدنيا غيره ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركَاء ثلاثتهم ) ، وعنه (عليه السلام) قال : ( من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه مَن يظلمه ، فإنْ دعا لم يُستجب له ) ، وعنه ( عليه السلام ) في وصيّته لأصحابه : ( وإيّاكم أنْ تعينوا على مسلمٍ مظلوم ، فيدعو عليكم فيُستجاب له فيكم ، فإِنّ أبانا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يقول : إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( مَن أعان على قتلِ مؤمنٍ بشطرِ كلمة ، جاء يومَ القيامة بين عينيه مكتوبٌ : آيسٌ مِن رحمة الله ) .
وعنه (عليه السلام) : (يجيء يوم القيامة رجلٌ الى رجلٍ حتّى يلطَّخه بدمه فيقول : يا عبد الله ، مالَك ولي ؟ فيقول أعنْتَ عليَّ يوم كذا وبكذا بكلمةٍ فقُتلت ) .
3 ـ كون الإنسان ممّن ُيتّقى شره : فعَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( شرُّ النّاس عند الله يوم القيامة الذين يُكرَمون اتّقاء شرَّهم ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ( مِن أبغض خلقِ الله عبدٌ اِتّقى النّاس لسانه ).
4 ـ قطيعة الرّحم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ) لا تقطع رحمك وإنْ قطعك ( .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( في كتابِ عليّ (عليه السلام) ثلاث خِصال ، لا يموت صاحبهنّ أبداً حتّى يرى وبالهُنَّ : البغي ، وقطعية الرّحم ، واليمين الكاذبة يُبارز الله بها ) .
وعن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ رجلاً مِن خَثعَم جاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : يا رسول الله ، أخبرني ما أفضل الإسلام ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( صلة الرحم ) . قال : ثُمّ ماذا ؟ قال : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . قال : فقال الرجل : فاخبرني أيُّ الأعمال أبغض الى الله ؟ قال : ( الشرك بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( قطيعة الرّحم ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ) .
5 ـ الغضب : فعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار ، فأيّما رجلٍ غضَب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ، ذلك فإنّه سيذهب عنه رجس الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحِم فليَدْنُ منه فليمسه فإنّ الرّحم إذا مُسّت سَكَنَت (.
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( الغضب مفتاح كلِّ شرّ ) .
6 ـ الاختيال والتكبّر : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( أكثر أهل جهنّم المتكبّرون ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن مشى على الأرض اختيالاً لعَنَتْهُ الأرض ومَن تحتها ومَن فوقها ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن تعظّم في نفسه واختال في مِشيتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان ) .
وعن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام أنّهما قال: ( لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ).
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( الجبّارون أبعد النّاس مِن الله يومَ القيامة ) .
7ـ أكل مال اليتم ظلماً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) .
8 ـ اليمين الكاذبة : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (أنّه قال عن كتاب عليّ ( عليه السلام) :(إنَّ اليمين الكاذبة ، وقطعية الرّحم ، تذران الديار بلاقع من أهلها ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( مَن حلَف على يمينٍ وهُو يعلَم أنّه كاذب فقد بارَز الله عزّ وجلّ ) .
9 ـ شهادة الزّور : قال الله تعالى في كتابه الكريم يصف المتّقين : ) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ( .
وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما مِن رجلٍ شهِد شهادةَ زورٍ على مالِ رجلٍ ليقطعه ، إلاّ كتب الله عزّ وجل له مكاناً ضنكاً الى النار ).
10 ـ المكر والخديعة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) ، وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ليس منّا مَن ماكَرَ مسلماً ) .
وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( لولا أنّ المكر والخديعة في النار لكنت أَمكَرَ العرب ) .
11 ـ تحقير المؤمن وخاصةً الفقير والاِستخفاف به : فعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (لا تحقِّروا مؤمناً فقيراً ، فإنّ مَن حقّر مؤمناً واستخفّ به حقَّره الله تعالى ، ولم يزل ماقتاً له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب ) .
وعنه ( عليه السلام (: ( من استذلّ مؤمناً وحقَّره لقلّة ذات يده ولفقره ، شهَرهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ).
12 ـ الحسد : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (إنَّ الحسد ليَأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه ( عليه السلام (: (إنَّ المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط ) .
وعنه ( عليه السلام (: (أُصول الكفر ثلاثة : الحِرص ، والاستكبار ، والحسَد ) .
13 ـ الغيبة والاستماع إليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (: (الغيبة حرامٌ على كلِّ مسلم ، وإنّها لتأكل الحسَنَات كما تأكل النّار الحطب ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما عمّر مجلسٌ بالغيبة إلا خرّب مِن الدين ، فنزّهوا أسماعكم عن استماع الغيبة ، فإن القائل والمستمع لها شريكان في الإثم ) .
وعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام (: ( مَن اغتيب عندَه أخوه المؤمن فلم ينصره ، ولم يُعِنه ، ولم يدفَع عنه ، وهو يقدِر على نصرته وعَوْنِه ، حقَّره الله في الدّنيا والآخرة ) .
14ـ حُبُّ المال والحرص على الدّنيا : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) وقال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ): ( لتأتينّكم بعدي دنياً تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( دعوا الدّنيا لأهلها ، مَن أخذ مِن الدّنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله): ( إنّ الدينار والدّرهم أهلكا مَن كان قبلكم ، وهما مهلكاكم ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (: ( رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قَطْع الطمَع عمّا في أيدي النّاس ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (: ( بئس العبد عبدٌ يكون له طمعٌ يقوده ، وبئس العبد عبدٌ له رغبةٌ تذلّه ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (حبّ الدّنيا رأس كلِّ خطيئة ) .
15ـ الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسَّب : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال لعائشة :
( يا عائشة... إنّ الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ الله يبغض الفاحش البذيء ، والسائل المُلْحِف ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن أشرِّ عباد الله مَن تكره مجالسته لفُحشِه ) ، وعنه ) صلّى الله عليه وآله ) : ( سباب المؤمن فُسوق ، وقتاله كُفر وأكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحُرمة دمِه (.
ورُوي عن عمرو بن نعمان الجعفي : أنّه قال : ( كان لأبي عبد الله ( عليه السلام (صديق لا يكاد يُفارقه فقال يوماً لغلامه : يا بن الفاعلة ، أين كنت ؟ قال : فرَفَع أبو عبد الله ( عليه السلام (يده فصكّ بها جبهة نفسه ، ثمّ قال : ( سُبحان الله تقذف أُمّه ! قد كنت أرى لك وَرَعَاً، فإذا ليس لك وَرَع ) ، فقال : جُعِلت فداك إنّ أُمّه سنديّة مُشرِكة.. فقال ( عليه السلام (: ( أما علِمت أنّ لكلِّ أُمَّة نكاحاً ، تنحَّ عنّي ) . فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت ).
16 ـ عقوق الوالدين : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيماً ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إيّاكم وعقوق الوالدين ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح مسخطاً لأبَوَيه ، أصبح له بابان مفتوحان الى النّار ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (:( إنّ أبي ( عليه السلام (نظَر الى رجلٍ ومعه ابنه يمشي والابن متّكىء على ذراع الأب ، قال فما كلّمه أبي مقتاً له حتّى فارق الدّنيا ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام: ( ( مَن نظر الى أبَوَيْه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) ، وعنه ( عليه السلام (: (لو علِم الله شيئاً هو أدنى من أُفٍّ لنهى عنه ، وهو مِن أدنى العقوق... ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل الى والدَيه فيحدّ النظر إليهم ) .
17ـ الكذب : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) ، وقال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( كبُرت خيانةٌ أنْ تحدّث أخاك حديثاً هو لك به مصدِّق ، وأنت له به كاذب ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الكذب يُنقص الرّزق ) .
وعن الإمام عليّ (عليه السلام ) : ( لا يجد العبد طَعم الإيمان حتّى يترك الكذِب هزَله وجدّه ) .
وعن الإمام السجاد (عليه السلام ) : ( اتّقوا الكذِب الصغير منه والكبير ، في كلّ جدٍّ وهزَل ، فإنّ الرّجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ( .
وعن الإمام العسكري ) عليه السلام ) : ( جُعِلت الخبائث كلّها في بيتٍ ، وجعَل مفتاحها الكذِب ( .
18 ـ خلف الوعد : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ) ، وعن النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليف إذا وعد ) ، وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( أربَع من كُنَّ فيه كان منافقاً ، ومَن كانت فيه خلّةٌ منهنّ ، كانت فيه خلّة مِن النفاق حتّى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعَد أخلَف ، وإذا عاهَد غدَر ، وإذا خاصَم فجَر ) .
19 ـ الإصرار على الذّنب بتكرار ارتكابه وعدم تركه وعدم النّدم على فعله : قال الله سُبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن جملة علامات الشقاء الإصرار على الذنب ).
وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : ( أعظم الذنوب ذنب أصرَّ عليه صاحبه ) .
وعن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( لا والله ، لا يقبل الله شيئاً مِن طاعته مع الإصرار على شيءٍ من معاصيه ) .
20ـ احتكار الطعام بقصد زيادة سعره : فعَن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أيّما رجلٍ اشترى طعاماً فحبَسه أربعين صباحاً ، يُريد به غلاء المسلمين ، ثُمّ باعه فتصدّق بثمنه لم يكن كفّارة لما صنع ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن احتكر فوق أربعين يوماً حرَّم الله عليه ريح الجنّة ) .
وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن حبَس طعاماً يتربّص به الغلاء أربعين يوماً ، فقد برئ مِن الله وبرئ منه ) .
21ـ الغش : فعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَنْ غشَّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا ) ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ألا ومن غشّنا فليس منّا ) . قالها ثلاث مرّات . ( ومَن غشّ أخاه المسلم ، نزَع الله برَكة رِزقه ، وأفسَد عليه معيشته ، ووكّله الى نفسه ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَرَّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) في سوق المدينة بطعامٍ فقال لصاحبه : ما أرى طعامك إلاّ طيّباً ، وسأله عن سعره . فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أنْ يدسَّ يده في الطعام ، ففعل ، فأخرَج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه : ما أراك إلاّ وقد جمَعت خيانةً وغِشّاً للمسلمين ) .
22 ـ الإسراف وعدم الاِقتصاد والتبذير وإتلاف المال ولو كان قليلاً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ، وقال تعالى : ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّ الله إذا أراد بعبدٍ خيراً ، ألْهَمَه الاِقتصاد ، وحُسن التدبير، وجنّبه سُوء التّدبير ، والإسراف ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أترى الله تعالى أعطى مَن أعطى مِن كرامة عليه ، ومنَع مَن منَع مِن هَوانٍ به عليه ؟ ولكن المال مالُ الله يضَعه عند الرجل ودائع ، وجوَّز لهم أنْ يأكلوا قصداً ، ويشربوا قصداً ، وينكحوا قصداً ، ويركبوا قصداً ويعودوا بما سِوى ذلك على فقراء المؤمنين ، ويلمّوا به شعثهم ، فمَن فعل ذلك ، كان ما يأكل حلالاً ، ويركب حلالاً ، وينكح حلالاً ، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً ، ثمّ قال ) عليه السلام ): ( ولا تُسرفوا إنّ الله لا يُحبّ المسرفين ( .
وعنه ( عليه السلام ) : ( إنّ القصد أمرٌ يحبّه الله عزّ وجلّ ، وإنّ السَّرَف يبغضه ، حتّى طرحك النواة فإِنّها تصلح لشيءٍ ، وحتّى صبّك فضل شرابك ) .
23 ـ ترك أحد الواجبات : كترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من الواجبات : فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن ترَك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ولا ينظر الله الى عبدِه ولا يزكّيه لو ترك فريضةً مِن فرائض الله ، أو ارتكب كبيرة من الكبائر ) .
وعنه (عليه السلام ) : ( أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه إبليس بأمرٍ ، فترَك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار إلى ما أمر به إبليس ، فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار ) .
وهناك غير هذه وتلك لا يسَع المجال لذكرها هنا ، فراجعها إن شئت في كُتب الحديث والفقه .
قال ذلك أبي ، ثمَّ أضاف مؤكّداً بحزمٍ بينما راحت وتائر صوته تكتسي طابع صراحةٍ رزينة مؤثّرة .
قال : سأختتم حواريّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكلام لأحد أكابر المجتهدين )قدّس سرّه) جاء فيه : ( إنّ مِن أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدّها ، خصوصاً بالنسبة الى رُؤسَاء الدين : أنْ َ لبس رِداء المعروف واجبَه ومندوبّة ، ويَنزع رِداء المنكر مُحرّمه ومكروهه ، ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة ، ويُنزّهها عن الأخلاق الذميمة فإنّ ذلك منه سببٌ تام لفعل النّاس المعروف ونزعهم المنكر ، خصوصاً إذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرِّغبة والمرِّهبة فإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً ، ولكلّ داءٍ دواء . وطبّ النفوس والعقول أشدٌّ مِن طبّ الأبدان بمراتب كثيرة . وحينئذٍ يكون قد جاء بأعلى أفراد الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ) .
وبحواريّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سننهي حواريّاتنا ـ قال أبي ـ راجياً مِن الله عزّ وجلّ أنْ يجعلها خالصةً لوجههِ الكريم ، نافعةً لك ولإخوانك المؤمنين ، وسأخصِّص حواريّة غدٍ للإجابة عن أسئلةٍ عامّة تختارها أنت ، قد تكون أغفلَت الإجابة عنها حواريّاتنا السابقة أو أوجزَتها ، أو قد تكون هذه الأسئلة خارج نِطاق بحث الحواريّات مارّة الذّكر .
قلت : فكرةٌ جيّدة ، وأتوقّع أنْ تكون مفيدة .
قال : فإلى جِلسة يومِ غد إنْ شاء الله.. إلى جِلسة الغد والحواريّة العامّة .
الحواريّة العامّة الأُولى ←
→ للأمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر مراتب
1 ـ التوكّل على الله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ، ورُوي أنّه قد سأل سائلٌ الإمام ( عليه السلام ) عن هذه الآية فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل على الله دَرَجَات ، منها أنْ تَتَوكّل على الله في أُمورِك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضياً ، تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها وفي غيرها ( .
2 ـ الاِعتصام بالله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( أوحى الله عزّ وجلّ الى داود : ما اعتصم بي عبدٌ مِن عبادي دون أحدٍ من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، ثمَّ تكيده السموات والأرض ومَن فيهنَّ ، إلاّ جعلت له المخرج مِن بينهنّ . وما اِعتصم عبدٌ مِن عبادي بأحدٍ مِن خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، إلاّ قطعت أسباب السموات مِن يديه وأسخت الأرض مِن تحته ولم أُبال بأيِّ وادٍ يهلك ( .
3 ـ شكر الله تعالى على نِعَمِه المتواترة : قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) ، وقال عزّ وجلّ : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( ما أنعَم الله على عبدٍ بنعمة بالغةٍ ما بلَغَت ، فحمِد الله عليها ، إلاّ كان حمدُه لله أفضل مِن تلك النعمة وأعظم وأوزن ( .
4 ـ حُسن الظنّ بالله تعالى : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( وجدنا في كتاب عليّ ) عليه السلام ( أنْ رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( قال على منبره : والذي لا إِله إلاّ هو ، ما أُعطِيَ مؤمنٌ قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحُسن ظنّه بالله ورجائه وحُسن خلقه ( .
5 ـ اليقين بالله تعالى في الرّزق والعمر والنّفع والضرّ : فعن الإمام عليّ ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يجد عبدٌ طعمَ الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنّ الضارَّ النّافع هو الله عزّ وجلّ ( .
6 ـ الخوف مِن الله عزّ وجلّ مَع رجائه تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم يصف المؤمنين : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَنْ خلا بذنبٍ فراقَب الله تعالى فيه واستحيا مِن الحفَظَة ، غفَر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإِن كانت مثل ذنوب الثقلين ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( أُرج الله رجاءً لا يجرّئك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته ) .
7 ـ الصبر وكظم الغيظ : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
وعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جرَع عبد جرعةً أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها اِبتغاء وجه الله ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن أحبِّ السبُل الى الله جرعتان ، جرعة غيظٍ يردّها بحِلم ، وجرعة مصيبة يردّها بصبر ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال لبعض ولده : ( يا بُنيّ ما من شيءٍ أقرُّ لعين أبيك مِن جرعة غيظٍ عاقِبتُها صبر ) .
8 ـ الصبر عن محارم الله تعالى : فعن الإمام عليّ (عليه السلام ) أنّه قال : ( الصبر صبران : صبرٌ عند المصيبة حسنٌ جميل ، وأحسَن مِن ذلك الصبر عند ما حرَّم الله تعالى عليك ) .
وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إتّقوا معاصي الله في الخلَوَات فإنَّ الشاهد هو الحاكم ) .
9 ـ العدل : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ) وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ثلاث هُم أقرب الخلق الى الله عزّ وجلّ يوم القيامة ، حتّى يفرغ مِن الحساب : رجلٌ لم تدعه قدرته في حال غضبِه إلى أنْ يحيف على مَن تحت يديه ، ورجلٌ مشى بين اثنين فلَم يمِل مع أحدهما على الآخر ولو بشعيرة ، ورجلٌ قال الحقَّ فيما عليه ).
10 ـ تغليب العقل على الشهوة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) ، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( طوبى لِمَن ترَك شهوةً حاضرةً لموعِد لم يره ) ، وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( كم مِن شهوةٍ ساعة أورثت حزناً طويلاً ) .
11 ـ التواضع : فعن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أحبَّكم إِليَّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً ، أحسنكم خُلُقاً وأشدَّكم تواضعاً ) ، وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ) أنّه دعا ربّه قائلاً : ( الّلهم صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ ولا ترفعني في النّاس درجةً إلاّ حطَطتني عند نفسي مثلها ، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلاّ أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها ) .
12 ـ الاقتصاد في المأكل والمشرب ونحوهما : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) . وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أفطر رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) عشيّة خميس في مسجد قبا فقال : ( هل من شراب ؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسِّ مخيض بعسل ، فلمّا وضعه على فيه نحّاه ثُمّ قال : ( شرابان يُكتفي بأحدِهما عن صاحبه ، لا أشربه ولا احرّمه ، ولكن أتواضع لله ، فإنّه مَنْ تواضع لله رفعه الله ، ومَن تكبَّر خفظه الله ، ومَن اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومَن بذَّر حرمه الله ، ومَن أكثر ذِكْر الموت أحبَّه الله ) .
13 ـ إنصاف النّاس ولو من النّفس : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن واسى الفقير مِن ماله وأنصف الناس من نفسه ، فذلك المؤمن حقّاً ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( سيّد الأعمال إِنصاف النّاس مِن نفسك ، ومواساة الأخ في الله تعالى ، وذِكر الله تعالى على كلِّ حاله ) .
وعن الإمام علىّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ألا أنّه مَن ينصف النّاس مِن نفسه لم يَزِده الله إلاّ عزّاً ) .
14 ـ العفّة : فعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ( أنّه قال : ( أفضل العبادة عفّة البطن والفرج ) .
15 ـ اِشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب النّاس : فعن النّبيّ ) صلّى الله عليه وآله ) : ( طُوبى لِمَن شغله خوفُ الله عزّ وجلّ عن خوف النّاس ، طُوبى لِمَن شغله عيبُه عن عيوب المؤمنين ( .
16 ـ التخلّق بمكارم الأخلاق : قال الله تعالى يصف نبيّه الكريم : ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (، وعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( حُسن الخلُق خلُق الله الأعظم ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ) ألا أخبركم بأشبهكم لي ؟) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : ( أحسنُكم خُلُقاً ، وأليَنُكم كنَفاً ، وأبرَّكم بقرابته ، وأشدَّكم حُبّاً لإخوانه في دينه ، وأصبَرُكم على الحقّ ، وأكظَمَكم للغيظ ، وأحسنُكم عفواً ، وأشدّكم مِن نفسه إنصافاً في الرّضا والغضب ( .
وروي أنّه قيل له ) صلّى الله عليه وآله ( : أيُّ المؤمنين أفضلهم إيماناً ؟ قال : ( أحسنهم خلقاً ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( أكثر ما يلج الجنة : تقوى الله وحسن الخلق ) .
17 ـ الحلم : فعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( ما أعزّ الله بجهلٍ قط ولا أذلَّ بحلم قط ) .
وعن الإمام الرضا ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يكون الرجلُ عابداً حتّى يكون حليماً ) .
18 ـ حفظ القرآن الكريم والعمل به وقراءته : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ( ، وعن النبيّ الكريم محمّد ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( إنّ أهل القرآن في أعلى درجةٍ مِن الآدميّين ما خلا النبيّين والمرسلين ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( الحافظ للقرآن والعامل به مع السَّفرة الكرام البَررَة )
وعنه ( عليه السلام أيضاً ) : ( مَن قرأ القرآن وهو شابٌّ مؤمنٌ اختلط القرآن بدمه ولحمه ، وجعَلَه الله مع السَّفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيجاً عنه يوم القيامة ( .
وهناك فضلٌ خاص لقراءة سوَرٍ معيّنة مِن القرآن الكريم مذكور في كتب الحديث إنْ شئت راجعتها .
19ـ زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( قال الحسين بن عليّ (عليه السلام ) لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا أبَتِ ، ما جزاء مَن زارك ؟ فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : مَن زارني ، أو زار أباك ، أو زارك ، أو زار أخاك ، كان حقّاً عليَّ أنْ أزوره يوم القيامة حتّى أُخلّصه مِن ذنوبه ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن زار قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام ) عارفاً بحقّه كُتِب في عليِّين ( ، وعنه (عليه السلام ) : ( مَن زار واحداً منّا كان كمَن زار الحسين ( عليه السلام )) .
20 ـ الزهد في الدّنيا : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ازهد في الدّنيا يحبّك الله ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( استحيوا مِن الله حقّ الحياء ) ، قالوا : إنّا لنستحي منه تعالى ، قال : ( فليس كذلك ، تبنون ما لا تسكنون ، وتجمعون ما لا تأكلون ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله )أنّه قال : ( إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهّده في الدّنيا ، ورغَّبه في الآخرة ، وبصَّرهُ بعيوب نفسه ) ، وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( إنّ مِن أعوَن الأخلاق على الدّين الزهد في الدّنيا ) وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إنّ علامة الرّاغب في ثواب الآخرة زُهدهُ في عاجل زهرة الدّنيا ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (أنّه قال : ( ما مِن عمل بعد معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة رسوله أفضلُ من بغض الدّنيا ) .
وروي أنّه قال رجل لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ( : إنّي لا ألقاك إلاّ في السنين ، فأوصِني بشيءٍ حتّى آخذ به . قال : ( أُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، وإيّاك أنْ تطمع إلى مَن فوقك ، وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ) : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، وقال : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) ، فإنْ خِفت ذلك فاذكر عيش رسول الله ( صلّى الله عليه وآله )، فإنّما كان قوته مِن الشّعير ، وحلواه مِن التّمر ، ووقوده من السعف . وإذا أُصبت بمصيبةٍ في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فإِنَّ الخلائق لم يُصابوا بمثله قط ) . وروي أنّه وقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ( على قبرٍ فقال : ( إنّ شيئاً هذا آخره لحقيقٌ أنْ يُزهد في أوّله ، وإنَّ شيئاً هذا أوّله لحقيقٌ أنْ يُخاف من آخره ) .
21 ـ إعانة المؤمن وتنفيس كربته وإدخال السرور عليه وإطعامه وقضاء حاجته : فعن الإمام أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ما من مؤمنٍ يعين مؤمناً مظلوماً إلاّ كان أفضل مِن صيام شهر رمضان واعتكافه في المسجد الحرام ، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ ونصره الله في الدّنيا والآخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله الله في الدنيا والآخرة ) .
وعنه عليه السلام أنه قال : ( أيّما مؤمن نفّس عن مؤمنٍ كربة نفَّسَ الله عنه سبعين كربةً من كرب الدّنيا وكرب يوم القيامة) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( مَن يسَّر على مؤمنٍ وهو مُعسِر يسَّر الله له حوائجه في الدّنيا والآخرة ) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( وإنَّ الله عزّ وجل في عونِ المؤمن ما كان المؤمنُ في عون أخيه المؤمن ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَن سرَّ امرأً مؤمناً سرَّه الله يوم القيامة ، وقيل له تمنَّ على الله ما أحبَبت فقد كنت تحبّ أنْ تسرَّ أولياؤه في دار الدّنيا ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَنْ أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله ، ومَنْ أدخله على رسول الله فقد وصَل ذلك الى الله ، وكذلك مَنْ أدخل عليه كرباً ) .
وعنه ( عليه السلام ( :(مَن أطعم مؤمناً مِن جوع أطعمه الله مِن ثمار الجنّة ، ومَن سقَى مؤمناً مِن ظمأ سقَاه الله مِن الرّحيق المختوم ، ومَن كسا مؤمناً كساه الله مِن الثياب الخضر ) .
وعنه ( عليه السلام ( : ( ما قضى مسلمٌ لمسلمٍ حاجةً إلاّ ناداه الله : عليَّ ثوابُك ولا أرضى لك بدون الجنّة ) .
22 ـ محاسبة النفس كل يوم : فقد رُوي أنّه أوصى النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أبا ذر رضي الله عنه فقال : ( يا أبا ذر ، حاسب نفسك قبل أنْ تُحاسب ، فإنّه أهَوَن لحسابك غداً ، وَزِنْ نفسك قبل أنْ تُوزن ، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تُعرض لا تخفى على الله خافية ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( يا أبا ذر ، لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يُحاسب نفسه أشدُّ مِن محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم مِن أين مطعمه ومِن أين مشربه ، ومن أين ملبسه أمِن حلالٍ أو مِن حرام ٍ، يا أبا ذر ، مَن لم يُبالِ مِن أين اكتسب المال لم يُبال الله مِن أين أدخله النّار ) .
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ( أنّه قال : ( ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظٌ من نفسك ، وما كانت المحاسبة مِن همِّك ، ابن آدم اِنّك ميِّتٌ ومبعوثٌ وموقوف بين يدَيّ الله فأعِدَّ جواباً ) .
23 ـ الاهتمام بأُمور المسلمين : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح لا يهتمّ باُمور المسلمين فليس بمسلم ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) :( مَن أصبح لا يهتّم بأمور المسلمين فليس منهم ، ومَن سمِع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يُجبهُ فليس بمسلم ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ( : (إنَّ المؤمن لترِد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده يهتمُّ بها قلبُهُ فيدخله الله تبارك وتعالى بهمِّه الجنّة ) .
24 ـ السخاء والكرم والإيثار : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جعل الله أولياءه إلاّ على السّخاء وحسن الخلق ) وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن موجبات المغفرة بذل الطعام وإِفشاء السلام وحُسن الكلام ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( تجافوا عن ذنب السخيّ فإنّ الله آخذٌ بيده كلّما عثر ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الجنّة دار الأسخياء ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أفضل الناس إيماناً أبسطهم كفّاً ) .
25 ـ الإنفاق على الأهل والعيال : فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله ) ، وقال (صلى الله عليه وآله) :( خيركم ، خيركم لأهله ) وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما أنفق الرجل على أهله فهو صدقة ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : (دينار أنفقته على أهلِك ، ودينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبة ، ودينار تصدّقت به على مسكين وأعظمُها أجراً الدينار الّذي أنفقته على أهلك ) .
26 ـ التّوبة مِن الذّنوب صغيرها وكبيرها والندم عليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ( ، وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ، وقال تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( ، وقال تعالى : ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال لمحمّد بن مسلم : ( يا محمّد بن مسلم ، ذُنوب المؤمن إِذا تاب منها مغفورةٌ له ، فليعمل المؤمن لِما يستأنف بعد التّوبة والمغفرة ، أما والله إنّها ليست إلاّ لأهل الإيمان . قلت : فإنّه يفعل ذلك مراراً ، يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر الله فقال : كلّما عاد المؤمن بالاِستغفار والتّوبة عاد الله عليه بالمغفرة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( التّائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له ، والمُقيم على الذّنب وهو مستغفِر منه كالمستهزئ ( .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( ما مِن عبدٍ أذنَب ذنباً فنَدِم عليه إلاّ غفَر الله له قبل أنْ يستغفر ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب ، كما يفرح أحدُكم بضالّته إذا وجدها ) .
وهناك مِن المعروف غير هذه ، نصّت عليها كتب الفقه والحديث فراجعها إنْ شئت المزيد .
قلت لأبي : الأرقام الّتي مرّت أشارت لِما هو مِن المعروف ، أمّا المنكرات ، أو ما يُعَدُّ من المنكر ؟
قال : ما يُعدُّ مِن المنكر كثير ، سأعدّد لك بعضاً منها ، ولكن بنفس الشرط السابق .
قلت : تقصد أنْ أعدك باِجتنابها والنّهي عنها ؟
قال : نعم .
قلت : أعِدُك بذلك .
قال : إذن إليك بعضاً ممّا هو مِن المنكر .
وبدأ أبي يُعدّد مُستعيناً بذاكرته وبمصادره ـ كما فعل سابقاً ـ فعدَّ مِن المنكر ما يأتي :
1 ـ الظلم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
عن الإمام علي (عليه السلام) : ( أعظم الخطايا اِقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( لمّا حضَرت عليّ بن الحسين الوفاة ضمَّني الى صدره ثمَّ قال : يا بُني ، أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضَرته الوفاة ، ممّا ذكَ إنَّ أباه أوصاه به ، قال : يا بُني ، إيّاك وظُلم مَن لا يجِد عليك ناصراً إلاّ الله ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : )مَن ظلَم مظلمةً أُخِذَ بها ، في نفسه أو في ماله أو في ولده ) .
وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( من أكل مِن مالِ أخيه ظلماً ولم يرده إليه أكل جذوةً من النّار يوم القيامة ) .
2 ـ الإعانة على الظلم والرّضا به : فعن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) :( مَن مشى الى ظالم ليعينه ، وهو يعلَم أنّه ظالم ، فقد خرَج من الإسلام ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : )شرُّ النّاس مَن باع آخرته بدُنياه ، وشرَّ منه مَن باع آخرته بدنيا غيره ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركَاء ثلاثتهم ) ، وعنه (عليه السلام) قال : ( من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه مَن يظلمه ، فإنْ دعا لم يُستجب له ) ، وعنه ( عليه السلام ) في وصيّته لأصحابه : ( وإيّاكم أنْ تعينوا على مسلمٍ مظلوم ، فيدعو عليكم فيُستجاب له فيكم ، فإِنّ أبانا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يقول : إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( مَن أعان على قتلِ مؤمنٍ بشطرِ كلمة ، جاء يومَ القيامة بين عينيه مكتوبٌ : آيسٌ مِن رحمة الله ) .
وعنه (عليه السلام) : (يجيء يوم القيامة رجلٌ الى رجلٍ حتّى يلطَّخه بدمه فيقول : يا عبد الله ، مالَك ولي ؟ فيقول أعنْتَ عليَّ يوم كذا وبكذا بكلمةٍ فقُتلت ) .
3 ـ كون الإنسان ممّن ُيتّقى شره : فعَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( شرُّ النّاس عند الله يوم القيامة الذين يُكرَمون اتّقاء شرَّهم ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ( مِن أبغض خلقِ الله عبدٌ اِتّقى النّاس لسانه ).
4 ـ قطيعة الرّحم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ) لا تقطع رحمك وإنْ قطعك ( .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( في كتابِ عليّ (عليه السلام) ثلاث خِصال ، لا يموت صاحبهنّ أبداً حتّى يرى وبالهُنَّ : البغي ، وقطعية الرّحم ، واليمين الكاذبة يُبارز الله بها ) .
وعن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ رجلاً مِن خَثعَم جاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : يا رسول الله ، أخبرني ما أفضل الإسلام ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( صلة الرحم ) . قال : ثُمّ ماذا ؟ قال : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . قال : فقال الرجل : فاخبرني أيُّ الأعمال أبغض الى الله ؟ قال : ( الشرك بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( قطيعة الرّحم ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ) .
5 ـ الغضب : فعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار ، فأيّما رجلٍ غضَب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ، ذلك فإنّه سيذهب عنه رجس الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحِم فليَدْنُ منه فليمسه فإنّ الرّحم إذا مُسّت سَكَنَت (.
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( الغضب مفتاح كلِّ شرّ ) .
6 ـ الاختيال والتكبّر : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( أكثر أهل جهنّم المتكبّرون ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن مشى على الأرض اختيالاً لعَنَتْهُ الأرض ومَن تحتها ومَن فوقها ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن تعظّم في نفسه واختال في مِشيتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان ) .
وعن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام أنّهما قال: ( لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ).
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( الجبّارون أبعد النّاس مِن الله يومَ القيامة ) .
7ـ أكل مال اليتم ظلماً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) .
8 ـ اليمين الكاذبة : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (أنّه قال عن كتاب عليّ ( عليه السلام) :(إنَّ اليمين الكاذبة ، وقطعية الرّحم ، تذران الديار بلاقع من أهلها ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( مَن حلَف على يمينٍ وهُو يعلَم أنّه كاذب فقد بارَز الله عزّ وجلّ ) .
9 ـ شهادة الزّور : قال الله تعالى في كتابه الكريم يصف المتّقين : ) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ( .
وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما مِن رجلٍ شهِد شهادةَ زورٍ على مالِ رجلٍ ليقطعه ، إلاّ كتب الله عزّ وجل له مكاناً ضنكاً الى النار ).
10 ـ المكر والخديعة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) ، وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ليس منّا مَن ماكَرَ مسلماً ) .
وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( لولا أنّ المكر والخديعة في النار لكنت أَمكَرَ العرب ) .
11 ـ تحقير المؤمن وخاصةً الفقير والاِستخفاف به : فعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (لا تحقِّروا مؤمناً فقيراً ، فإنّ مَن حقّر مؤمناً واستخفّ به حقَّره الله تعالى ، ولم يزل ماقتاً له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب ) .
وعنه ( عليه السلام (: ( من استذلّ مؤمناً وحقَّره لقلّة ذات يده ولفقره ، شهَرهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ).
12 ـ الحسد : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (إنَّ الحسد ليَأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه ( عليه السلام (: (إنَّ المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط ) .
وعنه ( عليه السلام (: (أُصول الكفر ثلاثة : الحِرص ، والاستكبار ، والحسَد ) .
13 ـ الغيبة والاستماع إليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (: (الغيبة حرامٌ على كلِّ مسلم ، وإنّها لتأكل الحسَنَات كما تأكل النّار الحطب ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما عمّر مجلسٌ بالغيبة إلا خرّب مِن الدين ، فنزّهوا أسماعكم عن استماع الغيبة ، فإن القائل والمستمع لها شريكان في الإثم ) .
وعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام (: ( مَن اغتيب عندَه أخوه المؤمن فلم ينصره ، ولم يُعِنه ، ولم يدفَع عنه ، وهو يقدِر على نصرته وعَوْنِه ، حقَّره الله في الدّنيا والآخرة ) .
14ـ حُبُّ المال والحرص على الدّنيا : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) وقال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ): ( لتأتينّكم بعدي دنياً تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( دعوا الدّنيا لأهلها ، مَن أخذ مِن الدّنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله): ( إنّ الدينار والدّرهم أهلكا مَن كان قبلكم ، وهما مهلكاكم ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (: ( رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قَطْع الطمَع عمّا في أيدي النّاس ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (: ( بئس العبد عبدٌ يكون له طمعٌ يقوده ، وبئس العبد عبدٌ له رغبةٌ تذلّه ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (حبّ الدّنيا رأس كلِّ خطيئة ) .
15ـ الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسَّب : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال لعائشة :
( يا عائشة... إنّ الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ الله يبغض الفاحش البذيء ، والسائل المُلْحِف ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن أشرِّ عباد الله مَن تكره مجالسته لفُحشِه ) ، وعنه ) صلّى الله عليه وآله ) : ( سباب المؤمن فُسوق ، وقتاله كُفر وأكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحُرمة دمِه (.
ورُوي عن عمرو بن نعمان الجعفي : أنّه قال : ( كان لأبي عبد الله ( عليه السلام (صديق لا يكاد يُفارقه فقال يوماً لغلامه : يا بن الفاعلة ، أين كنت ؟ قال : فرَفَع أبو عبد الله ( عليه السلام (يده فصكّ بها جبهة نفسه ، ثمّ قال : ( سُبحان الله تقذف أُمّه ! قد كنت أرى لك وَرَعَاً، فإذا ليس لك وَرَع ) ، فقال : جُعِلت فداك إنّ أُمّه سنديّة مُشرِكة.. فقال ( عليه السلام (: ( أما علِمت أنّ لكلِّ أُمَّة نكاحاً ، تنحَّ عنّي ) . فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت ).
16 ـ عقوق الوالدين : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيماً ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إيّاكم وعقوق الوالدين ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح مسخطاً لأبَوَيه ، أصبح له بابان مفتوحان الى النّار ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (:( إنّ أبي ( عليه السلام (نظَر الى رجلٍ ومعه ابنه يمشي والابن متّكىء على ذراع الأب ، قال فما كلّمه أبي مقتاً له حتّى فارق الدّنيا ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام: ( ( مَن نظر الى أبَوَيْه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) ، وعنه ( عليه السلام (: (لو علِم الله شيئاً هو أدنى من أُفٍّ لنهى عنه ، وهو مِن أدنى العقوق... ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل الى والدَيه فيحدّ النظر إليهم ) .
17ـ الكذب : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) ، وقال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( كبُرت خيانةٌ أنْ تحدّث أخاك حديثاً هو لك به مصدِّق ، وأنت له به كاذب ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الكذب يُنقص الرّزق ) .
وعن الإمام عليّ (عليه السلام ) : ( لا يجد العبد طَعم الإيمان حتّى يترك الكذِب هزَله وجدّه ) .
وعن الإمام السجاد (عليه السلام ) : ( اتّقوا الكذِب الصغير منه والكبير ، في كلّ جدٍّ وهزَل ، فإنّ الرّجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ( .
وعن الإمام العسكري ) عليه السلام ) : ( جُعِلت الخبائث كلّها في بيتٍ ، وجعَل مفتاحها الكذِب ( .
18 ـ خلف الوعد : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ) ، وعن النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليف إذا وعد ) ، وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( أربَع من كُنَّ فيه كان منافقاً ، ومَن كانت فيه خلّةٌ منهنّ ، كانت فيه خلّة مِن النفاق حتّى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعَد أخلَف ، وإذا عاهَد غدَر ، وإذا خاصَم فجَر ) .
19 ـ الإصرار على الذّنب بتكرار ارتكابه وعدم تركه وعدم النّدم على فعله : قال الله سُبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن جملة علامات الشقاء الإصرار على الذنب ).
وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : ( أعظم الذنوب ذنب أصرَّ عليه صاحبه ) .
وعن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( لا والله ، لا يقبل الله شيئاً مِن طاعته مع الإصرار على شيءٍ من معاصيه ) .
20ـ احتكار الطعام بقصد زيادة سعره : فعَن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أيّما رجلٍ اشترى طعاماً فحبَسه أربعين صباحاً ، يُريد به غلاء المسلمين ، ثُمّ باعه فتصدّق بثمنه لم يكن كفّارة لما صنع ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن احتكر فوق أربعين يوماً حرَّم الله عليه ريح الجنّة ) .
وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن حبَس طعاماً يتربّص به الغلاء أربعين يوماً ، فقد برئ مِن الله وبرئ منه ) .
21ـ الغش : فعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَنْ غشَّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا ) ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ألا ومن غشّنا فليس منّا ) . قالها ثلاث مرّات . ( ومَن غشّ أخاه المسلم ، نزَع الله برَكة رِزقه ، وأفسَد عليه معيشته ، ووكّله الى نفسه ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَرَّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) في سوق المدينة بطعامٍ فقال لصاحبه : ما أرى طعامك إلاّ طيّباً ، وسأله عن سعره . فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أنْ يدسَّ يده في الطعام ، ففعل ، فأخرَج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه : ما أراك إلاّ وقد جمَعت خيانةً وغِشّاً للمسلمين ) .
22 ـ الإسراف وعدم الاِقتصاد والتبذير وإتلاف المال ولو كان قليلاً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ، وقال تعالى : ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّ الله إذا أراد بعبدٍ خيراً ، ألْهَمَه الاِقتصاد ، وحُسن التدبير، وجنّبه سُوء التّدبير ، والإسراف ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أترى الله تعالى أعطى مَن أعطى مِن كرامة عليه ، ومنَع مَن منَع مِن هَوانٍ به عليه ؟ ولكن المال مالُ الله يضَعه عند الرجل ودائع ، وجوَّز لهم أنْ يأكلوا قصداً ، ويشربوا قصداً ، وينكحوا قصداً ، ويركبوا قصداً ويعودوا بما سِوى ذلك على فقراء المؤمنين ، ويلمّوا به شعثهم ، فمَن فعل ذلك ، كان ما يأكل حلالاً ، ويركب حلالاً ، وينكح حلالاً ، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً ، ثمّ قال ) عليه السلام ): ( ولا تُسرفوا إنّ الله لا يُحبّ المسرفين ( .
وعنه ( عليه السلام ) : ( إنّ القصد أمرٌ يحبّه الله عزّ وجلّ ، وإنّ السَّرَف يبغضه ، حتّى طرحك النواة فإِنّها تصلح لشيءٍ ، وحتّى صبّك فضل شرابك ) .
23 ـ ترك أحد الواجبات : كترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من الواجبات : فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن ترَك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ولا ينظر الله الى عبدِه ولا يزكّيه لو ترك فريضةً مِن فرائض الله ، أو ارتكب كبيرة من الكبائر ) .
وعنه (عليه السلام ) : ( أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه إبليس بأمرٍ ، فترَك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار إلى ما أمر به إبليس ، فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار ) .
وهناك غير هذه وتلك لا يسَع المجال لذكرها هنا ، فراجعها إن شئت في كُتب الحديث والفقه .
قال ذلك أبي ، ثمَّ أضاف مؤكّداً بحزمٍ بينما راحت وتائر صوته تكتسي طابع صراحةٍ رزينة مؤثّرة .
قال : سأختتم حواريّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكلام لأحد أكابر المجتهدين )قدّس سرّه) جاء فيه : ( إنّ مِن أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدّها ، خصوصاً بالنسبة الى رُؤسَاء الدين : أنْ َ لبس رِداء المعروف واجبَه ومندوبّة ، ويَنزع رِداء المنكر مُحرّمه ومكروهه ، ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة ، ويُنزّهها عن الأخلاق الذميمة فإنّ ذلك منه سببٌ تام لفعل النّاس المعروف ونزعهم المنكر ، خصوصاً إذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرِّغبة والمرِّهبة فإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً ، ولكلّ داءٍ دواء . وطبّ النفوس والعقول أشدٌّ مِن طبّ الأبدان بمراتب كثيرة . وحينئذٍ يكون قد جاء بأعلى أفراد الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ) .
وبحواريّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سننهي حواريّاتنا ـ قال أبي ـ راجياً مِن الله عزّ وجلّ أنْ يجعلها خالصةً لوجههِ الكريم ، نافعةً لك ولإخوانك المؤمنين ، وسأخصِّص حواريّة غدٍ للإجابة عن أسئلةٍ عامّة تختارها أنت ، قد تكون أغفلَت الإجابة عنها حواريّاتنا السابقة أو أوجزَتها ، أو قد تكون هذه الأسئلة خارج نِطاق بحث الحواريّات مارّة الذّكر .
قلت : فكرةٌ جيّدة ، وأتوقّع أنْ تكون مفيدة .
قال : فإلى جِلسة يومِ غد إنْ شاء الله.. إلى جِلسة الغد والحواريّة العامّة .