الكتب الفتوائية » الفتاوى الميسّـرة
البحث في:
حواريّة الحيض ←
→ المطهّر الثاني عشر : استبراء الحيوان الجلاّل
حواريّة الجَنابة
سبقني على غير العادة أبي هذا اليوم إلى جلسة الحِوار هذه .
وحين حضرت لَم يَلحظ أبي أوّل الأمر حضوري.. كان صامتاً ، متأمّلاً مُطرقاً برأسه إلى الأرض . مُرخياً عينيه في قلبه ، تاركاًــ كما يبدوــ لمشاعره حريّة التسلّل خارج جُدران الغرفة المفضّضة ببياض الأسئلة وبراءة قلب الطفل .
وما أنْ لمَحَني حتّى عاد لعينيه حزمهما الجميل الهادئ ، فرَنا إليَّ قائلاً :
سأبدأ حِواري بمقدّمة تسلمني إلى فحوى حديث اليوم.. إلى حواريّة الجنابة . ثمّ أردَف :
ـ حدّثتك في ( حواريّة النجاسة ) عن النجاسات ، تلك التي تسلب مِن أجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها الأُولى التي كانت عليها .
ثُمّ حدّثتك في ( حواريّة الطهارة ) عن المطهّرات ، تلك التي تعيد مرّة أُخرى لأجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها المغصوبة .
ولو رجَعت إلى ( النجاسات ) لوجدت أنّها أشياء مادّية طارئة على الجسد ، منه ، أو مِن غيره .
إن هُناك أُموراً معنويّة غير محسوسة ، لو ( حدَثت ) لسلبت من الانسان طهارته ، ولاحتاج بعدئذٍ إلى ما يُعيد له طهارته المسلوبة
ونقاءه الجميل المفقود .
ذلك ( الحدث ) على نحوين.. أكبر وأصغر .
فالحدَث الأكبر : الجنابة والحيض والنّفاس و الاستحاضة الكثيرة ومسّ الميّت والموت .
والحدَث الأصغر: كالبَول والغائط والريح والنوم و الاستحاضة القليلة وغيرها .
والحدث الأكبر ( يغسله الغُسل ) أو ( يمسحه التيمّم ) .
والحدث الأصغر ( يغسله الوضوء ) أو ( يمسحه التيمّم ) .
وستتناول حواريّاتنا القادمة هذه الأُمور أمراً أمراً مبتدئين اليوم بـ( الجنابة ) .
قلت لأبي :
* بماذا تتحقّق الجنابة ؟
قال : تتحقّق بأحد أمرين :
أوّلاً : خروج السائل المنوي ، سَواء أخرج بمُمارسة جنسيّة ، أم باحتلام ، أم بعادة سريّة ، أم بغير ذلك .
* وما هي صفات السائل المنوي ؟
ـ سائلٌ لزِج كثيف ، رائحته كرائحة العَجين المختمر ، حليبيّ اللّون يميل لونه أحياناً إلى الصفرة أو الخضرة ، يخرج في الغالب عند بلوغ الشهوة الجنسيّة ذروتها مصحوباً بالدفق ، وملحوقاً بارتخاء وفتور للجسد .
* وإذا شكَكت بأنّ هذا السائل اللزِج الخارج هل هو سائل منوي أو هو غيره من السوائل الأخرى ؟
ـ سأعطيك علامات ثلاث: إذا اجتمعت ثلاثتهنّ فهو سائلٌ منوي .
هذه العلامات هي : الشهوة ، والدفق ، وارتخاء الجسَد أو فتوره .
وفي المريض تكفي الشهوة .
* ولو تحقّقت واحدة منهنّ أو اثنتان..؟
ـ قل إنّه ليس سائلاً منويّاً ، سِوى المريض كما ذكرت قبل قليل .
* وهل للمرأة سائلٌ منويّ كالرجل ؟
ـ نعَم السائل الخارج مِن مهبلِها عندما تبلغ الشهوة الجنسيّة ذروتها ، بحكم السائل المنوي في الرجل سَواء في حال النوم أو في حال اليقظة .
ثانياً : الاتّصال الجنسي ولو لَم يؤدّ إلى نُزول السائل المنوي ، ويكفي في تحقّق الاتّصال الجنسي دخول رأس العضو التناسلي الذكري ( الحشفة ) في فرج الأنثى أو شرجها .
* وإذا خَرج السائل المنوي أو تحقّق الاتّصال الجنسي ؟
ـ تحقّقت الجنابة ، للفاعل والمفعول به مِن غير فرق بين الكبير والصغير ، والعاقل والمجنون والحيّ والميّت .
* وإذا تحقّقت الجنابة..؟
ـ وجَب عليك الغُسل لتصلّيــ مثلاًــ أو لتطوف في حجِّك . فإنّ الصلاة والطواف تتوقّف صحّتهما على الغُسل ، وسأشرح لك في ( حواريّة الغسل ) التي ستأتي ، كيف تغتسل .
ثُمَّ إنَّه حرُمت عليك ما دمت جُنباً أمور :
[1]ــ مسّ كتابة القرآن الكريم .
[2]ــ مسّ لفظ الجلالة ( الله ) [وأسماء الله وصفاته الخاصّة به كـ ( الخالق )] .
[3]ــ قراءة آية السجدة من كلّ سورة من سِور العزائم الأربع وهي ( اقرأ ، والنجم ، والسجدة ، وفُصّلت ).
[4]ــ دخول المساجد أو المكث فيها ، أو أخذ شيء منها أو وضع شيء فيها [وإنْ كان مِن خارجها أو في حال الاجتياز فيها] .
ويجوز للجنُب اجتيازها كالدخول مِن باب والخروج من باب آخر إلاّ المسجدَين الشريفين ( المسجد الحرام بمكّة ) و ( المسجد النبويّ بالمدينة ) ، [وتُلحق المراقد المقدّسة للمعصومين ( عليهم السلام ) بالمساجد] .
* وهل يُلحق الصحن والرواق إذا لم يكن مسجداً بالمسجد فيحرُم دخولهما ؟
ـ كلا لا يُلحقان به .
* قبل أنْ نودّع حواريّة الجنابة أحبّ أنْ أسألك وأخجَل .
ـ سل ما شئت دون خجَل فلا حياء في الدّين ، أقولها دائماً..
دائماً .
أحياناً بعد أنْ أُثار جنسيّاً أُشاهد نقطةً لزجةً لسائلٍ أبيض شفّاف تخرج مِن القضيب .
ـ نعم هذا السائل طاهر لا يُنجّس الملابس ولا الجسد ، ولا يجب عليك الغُسل ولا الوضوء إذا خرج ، وهناك سائل آخر يخرج بعد البول أحياناً ، إنّه كذلك طاهر ولا يجب عليك الغسل إذا خرج .
* والعادة السرّية ؟
ـ العادة السرّية محرّمة يجب عليك اجتنابها وقد نزّلها الإمام الصادق ( عليه السلام ) في بعض النصوص المرويّة عنه منزلة الزّنا !!
حواريّة الحيض ←
→ المطهّر الثاني عشر : استبراء الحيوان الجلاّل
وحين حضرت لَم يَلحظ أبي أوّل الأمر حضوري.. كان صامتاً ، متأمّلاً مُطرقاً برأسه إلى الأرض . مُرخياً عينيه في قلبه ، تاركاًــ كما يبدوــ لمشاعره حريّة التسلّل خارج جُدران الغرفة المفضّضة ببياض الأسئلة وبراءة قلب الطفل .
وما أنْ لمَحَني حتّى عاد لعينيه حزمهما الجميل الهادئ ، فرَنا إليَّ قائلاً :
سأبدأ حِواري بمقدّمة تسلمني إلى فحوى حديث اليوم.. إلى حواريّة الجنابة . ثمّ أردَف :
ـ حدّثتك في ( حواريّة النجاسة ) عن النجاسات ، تلك التي تسلب مِن أجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها الأُولى التي كانت عليها .
ثُمّ حدّثتك في ( حواريّة الطهارة ) عن المطهّرات ، تلك التي تعيد مرّة أُخرى لأجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها المغصوبة .
ولو رجَعت إلى ( النجاسات ) لوجدت أنّها أشياء مادّية طارئة على الجسد ، منه ، أو مِن غيره .
إن هُناك أُموراً معنويّة غير محسوسة ، لو ( حدَثت ) لسلبت من الانسان طهارته ، ولاحتاج بعدئذٍ إلى ما يُعيد له طهارته المسلوبة
ونقاءه الجميل المفقود .
ذلك ( الحدث ) على نحوين.. أكبر وأصغر .
فالحدَث الأكبر : الجنابة والحيض والنّفاس و الاستحاضة الكثيرة ومسّ الميّت والموت .
والحدَث الأصغر: كالبَول والغائط والريح والنوم و الاستحاضة القليلة وغيرها .
والحدث الأكبر ( يغسله الغُسل ) أو ( يمسحه التيمّم ) .
والحدث الأصغر ( يغسله الوضوء ) أو ( يمسحه التيمّم ) .
وستتناول حواريّاتنا القادمة هذه الأُمور أمراً أمراً مبتدئين اليوم بـ( الجنابة ) .
قلت لأبي :
* بماذا تتحقّق الجنابة ؟
قال : تتحقّق بأحد أمرين :
أوّلاً : خروج السائل المنوي ، سَواء أخرج بمُمارسة جنسيّة ، أم باحتلام ، أم بعادة سريّة ، أم بغير ذلك .
* وما هي صفات السائل المنوي ؟
ـ سائلٌ لزِج كثيف ، رائحته كرائحة العَجين المختمر ، حليبيّ اللّون يميل لونه أحياناً إلى الصفرة أو الخضرة ، يخرج في الغالب عند بلوغ الشهوة الجنسيّة ذروتها مصحوباً بالدفق ، وملحوقاً بارتخاء وفتور للجسد .
* وإذا شكَكت بأنّ هذا السائل اللزِج الخارج هل هو سائل منوي أو هو غيره من السوائل الأخرى ؟
ـ سأعطيك علامات ثلاث: إذا اجتمعت ثلاثتهنّ فهو سائلٌ منوي .
هذه العلامات هي : الشهوة ، والدفق ، وارتخاء الجسَد أو فتوره .
وفي المريض تكفي الشهوة .
* ولو تحقّقت واحدة منهنّ أو اثنتان..؟
ـ قل إنّه ليس سائلاً منويّاً ، سِوى المريض كما ذكرت قبل قليل .
* وهل للمرأة سائلٌ منويّ كالرجل ؟
ـ نعَم السائل الخارج مِن مهبلِها عندما تبلغ الشهوة الجنسيّة ذروتها ، بحكم السائل المنوي في الرجل سَواء في حال النوم أو في حال اليقظة .
ثانياً : الاتّصال الجنسي ولو لَم يؤدّ إلى نُزول السائل المنوي ، ويكفي في تحقّق الاتّصال الجنسي دخول رأس العضو التناسلي الذكري ( الحشفة ) في فرج الأنثى أو شرجها .
* وإذا خَرج السائل المنوي أو تحقّق الاتّصال الجنسي ؟
ـ تحقّقت الجنابة ، للفاعل والمفعول به مِن غير فرق بين الكبير والصغير ، والعاقل والمجنون والحيّ والميّت .
* وإذا تحقّقت الجنابة..؟
ـ وجَب عليك الغُسل لتصلّيــ مثلاًــ أو لتطوف في حجِّك . فإنّ الصلاة والطواف تتوقّف صحّتهما على الغُسل ، وسأشرح لك في ( حواريّة الغسل ) التي ستأتي ، كيف تغتسل .
ثُمَّ إنَّه حرُمت عليك ما دمت جُنباً أمور :
[1]ــ مسّ كتابة القرآن الكريم .
[2]ــ مسّ لفظ الجلالة ( الله ) [وأسماء الله وصفاته الخاصّة به كـ ( الخالق )] .
[3]ــ قراءة آية السجدة من كلّ سورة من سِور العزائم الأربع وهي ( اقرأ ، والنجم ، والسجدة ، وفُصّلت ).
[4]ــ دخول المساجد أو المكث فيها ، أو أخذ شيء منها أو وضع شيء فيها [وإنْ كان مِن خارجها أو في حال الاجتياز فيها] .
ويجوز للجنُب اجتيازها كالدخول مِن باب والخروج من باب آخر إلاّ المسجدَين الشريفين ( المسجد الحرام بمكّة ) و ( المسجد النبويّ بالمدينة ) ، [وتُلحق المراقد المقدّسة للمعصومين ( عليهم السلام ) بالمساجد] .
* وهل يُلحق الصحن والرواق إذا لم يكن مسجداً بالمسجد فيحرُم دخولهما ؟
ـ كلا لا يُلحقان به .
* قبل أنْ نودّع حواريّة الجنابة أحبّ أنْ أسألك وأخجَل .
ـ سل ما شئت دون خجَل فلا حياء في الدّين ، أقولها دائماً..
دائماً .
أحياناً بعد أنْ أُثار جنسيّاً أُشاهد نقطةً لزجةً لسائلٍ أبيض شفّاف تخرج مِن القضيب .
ـ نعم هذا السائل طاهر لا يُنجّس الملابس ولا الجسد ، ولا يجب عليك الغُسل ولا الوضوء إذا خرج ، وهناك سائل آخر يخرج بعد البول أحياناً ، إنّه كذلك طاهر ولا يجب عليك الغسل إذا خرج .
* والعادة السرّية ؟
ـ العادة السرّية محرّمة يجب عليك اجتنابها وقد نزّلها الإمام الصادق ( عليه السلام ) في بعض النصوص المرويّة عنه منزلة الزّنا !!