إستفتاء حول تهديدات الزرقاوي
سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على سماحتكم التهديدات التي أطلقها أخيراً عملاء الثالوث المشؤوم ضد اتباع اهل البيت سلام الله عليهم ، حيث أعلنها من يسمى بالزرقاوي حرباً على الشيعة في العراق .
فما هو رأيكم حول هذه المسألة الخطيرة، وما هي السبل لدفع الضرر عن اتباع أهل البيت عليهم السلام وما هي توصياتكم للشيعة خصوصاً وللعراقيين عموماً ؟
جزاكم الله خير جزاء المحسنين
الكوفة العلوية المقدسة
ان الهدف الأساس من اطلاق هذه التهديدات ومما سبقها واعقبها من اعمال اجرامية استهدفت عشرات الآلاف من الأبرياء في مختلف انحاء العراق هو ايقاع الفتنة بين أبناء هذا الشعب الكريم وايقاد نار الحرب الاهلية في هذا البلد العزيز للحيلولة دون استعادته لسيادته وأمنه ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال وما سبقه من القهر والاستبداد من العمل على استرداد عافيته والسير في مدارج الرقي والتقدم .
ولكن معظم العراقيين_ ولله الحمد_ على وعي تام بهذه الاهداف الخبيثة، وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الاجرامية، مهما نالهم من ظلم واذى واريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لأهليهم واحبتهم.
واننا في الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ الأسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلماً وعدواناً ونتألم لآهات الثكالى وبكاء الأيتام وأنين الجرحى ندعو المؤمنين من أتباع أئمة اهل البيت عليهم السلام الى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر ونحثّهم على التعاون مع الاجهزة العراقية المختصة لاتخاذ ما يلزم من اجراءات الحماية والمراقبة منعاً لتسلل المجرمين واعوانهم الى مدنهم ومناطق سكناهم ، كما ندعو سائر العراقيين الى العمل على ما يعزّز وحدة هذا الشعب ويشدّ من اواصر الالفة والمحبة بين أبنائه، ويكون ذلك بالمنع _ قولاً وعملاً_ من الانتماء الى هذه الفئة المنحرفة ومن تقديم العون لهم بأيّ ذريعة كانت وتحت أيّ عنوان كان، كما يلزم توعية المغفّلين الذين يظنون بهؤلاء خيراً وتنبيههم على انحراف افكارهم وسوء اهدافهم وتبعات افعالهم ومخاطرها.
وندعو الحكومة العراقية الى العمل الجادّ والدؤوب لتوفير الأمن والاستقرار لجميع العراقيين ورعاية كامل حقوقهم ومنع الأذى عنهم بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية والفكرية .
كما ندعو القضاء العراقي الى ان يمارس دوره بالاسراع في محاكمة المتهمين في قضايا القتل والاجرام وإقرار العقوبة المناسبة في حقّ من تثبت ادانتهم، ولا يأخذه في ذلك لومة لائم .
نسأل الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير العراق وعزّته واستقراره واستقلاله ويجنّب العراقيين جميعاً كل سوء ومكروه انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مكتب السيد السيستاني (مد ظله)
النجف الأشرف