إستفتاء حول الحكومة المؤقتة التي شكلتها الأمم المتحدة
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني( دام ظله). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
يسأل الكثير من المؤمنين عن الموقف تجاه الحكومة العراقية الجديدة التي تم ّ تشكيلها يوم أمس بمساعي السيد الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ؟
۱۳ ربيع الثاني ۱٤۲٥
إن سماحة السيد - دام ظله - سبق أن أكّد مرارا ً على ضرورة أن تكون الحكومة العراقية ذات السيادة منبثقة من انتخابات حرة نزيهة يشارك فيها أبناء الشعب العراقي بصورة عامة .
ولكن لأسباب كثيرة معروفة تمّ استبعاد خيار الانتخابات، فبين مماطلة وممانعة وتخويف انقضى الوقت وقرب موعد الثلاثين من حزيران الذي يفترض أن يستعيد فيه العراقيون السيادة على بلدهم .
وهكذا آل الأمر إلى التعيين لتتشكّـل الحكومة الجديدة من دون أن تحظى بالشرعية الانتخابية، بالإضافة إلى أنه لم يتمثل فيها جميع شرائح المجتمع العراقي وقواه السياسية بصورة مناسبة .
ولكن مع ذلك فالمؤّمل أن تثبت هذه الحكومة جدارتها ونزاهتها ، وعزمها الأكيد على أداء المهام الجسيمة الملقاة على عاتقها وهي :
۱ - استحصال قرار واضح من مجلس الأمن الدولي باستعادة العراقيين السيادة على بلدهم سيادة كاملة ، غير منقوصة في أي من جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، والسعي البليغ في إزالة آثار الاحتلال من كافة جوانبه .
۲ - توفير الأمن في كافة ربوع البلد ووضع حدّ لعمليات الجريمة المنظمة وسائر الأعمال الإجرامية .
۳ - تقديم الخدمات العامة للمواطنين وتخفيف معاناتهم فيما يمسّ حياتهم اليومية .
٤ - الإعداد الجيّد للانتخابات العامة، والالتزام بموعدها المقرر في بداية العام الميلادي القادم، لكي تتشكل جمعية وطنية لا تكون ملزمة بأي من القرارات الصادرة في ظل الاحتلال، ومنها ما يسمّى بقانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية .
إن الحكومة الجديدة لن تحظى بالقبول الشعبي، إلا إذا أثبتت - من خلال خطوات عملية واضحة - أنها تسعى بجدّ وإخلاص في سبيل إنجاز المهام المذكورة ، وفقّ الله الجميع لما يحب ّ ويرضى .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
۱٤ ربيع الثاني ۱٤۲٥