نص الخطبة الثانية التي القاها ممثل المرجعية الدينية العليا فضيلة العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في يوم الجمعة (19/ المحرم الحرام/ 1438 هـ)
في هذه الايام الخالدة حيث يخوض رجال العراق الابطال في الجيش والشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة وجحافل المتطوعين وابناء العشائر الغيارى .. معارك العز والشرف والكرامة دفاعاً عن الارض والعرض والمقدسات .. معارك تحرير محافظة نينوى العزيزة وتخليص اهلها الكرام من رجس الارهاب الداعشي نحيي هؤلاء الاحبة ـ قادةً ومقاتلين ـ ونثمن جهودهم ونشد على ايديهم ونبارك لهم انتصاراتهم ونتضرع الى الله العلي القدير ان يرعاهم ويحميهم وينصرهم على اعدائهم الظلاميين الارهابيين ويتغمد شهداءهم الابرار بالرحمة والرضوان ويمن على جرحاهم بالشفاء والعافية.
ونؤكد اليوم على احبتنا المقاتلين ـ كما أكدنا عليهم في مناسبات سابقة ـ بضرورة اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيين العالقين في مناطق القتال والسعي البليغ في ابعاد الاذى عنهم وتوفير الحماية لهم بكل الوسائل الممكنة، كما ندعو اهالي الموصل الاعزاء الى أن يتعاونوا مع القوات الأمنية قدر المستطاع ويسهلوا لهم مهمتهم في انقاذهم وتخليصهم من سيطرة الارهابيين الدواعش.
ونؤكد أيضاً على جميع المشاركين في العمليات القتالية بضرورة رعاية المعايير الانسانية والاسلامية في التعامل مع المعتقلين أياً كانوا والاقتصار على اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم والابتعاد عن الثأر والانتقام في مطلق الاحوال.
ايها الابطال الميامين .. يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم
لقد تحملتم مسؤولية الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته في احلك الظروف واصعبها منذ ما يزيد على عامين فكنتم ـ وايم الله ـ على مستوى هذه المسؤولية العظيمة، لم تملوا ولم تكلوا في القيام بمتطلباتها بل كلما مضى الوقت ازددتم صلابة في عزائمكم لمواصلة القتال حتى تحقيق هذا الهدف العظيم، فاسترخصتم الارواح وبذلتم الدماء وقدمتم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في هذا السبيل، وسطرتم ـ ولا زلتم تسطرون ـ اروع ملاحم البطولة والفداء في سوح الوغى مما سيخلدها لكم التاريخ.
ونأمل أن تكونوا قد اقتربتم من النصر النهائي على الارهابيين الدواعش بتطهير جميع الارض العراقية من دنس وجودهم وابعاد خطرهم عنها ، ليعود الوطن موحداً ويعود النازحون الى مناطقهم معززين مكرمين.
كما اننا نتطلع الى اليوم الذي تطوى فيه هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق المليئة بإراقة الدماء وخراب الديار وآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين، وتفتح صفحة أخرى يحل فيها الامن والاستقرار على ربوع هذا البلد الطيب ويتكاتف فيها الجميع من مختلف المكونات على بناء وطنهم بعيداً عن الإحن والاحقاد، يأخذون العبر والدروس من تجاربهم المريرة الماضية وينتبهون الى اخطائهم وخطاياهم ويتفادون تكرارها ولا يسمحون للأجنبي باستغلال خلافاتهم للتدخل في شؤونهم الداخلية وخرق سيادة بلدهم بذرائع مختلقة كما يحصل اليوم. اللهم خذ بنا سبيل الصالحين واعنا بما تعين به الصالحين على انفسهم ولا تردنا في سوء استنقذتنا منه يا رب العالمين .