نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (12/ رمضان /1435 هـ)
نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (12/ رمضان /1435هـ) الموافق( 11/ تموز/2014م )
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يتعلق بالاوضاع الراهنة هناك عدة امور نتعرض لها :
الامر الاول : في الظروف الصعبة والحساسة التي يعيشها العراقيون جميعاً وهم يواجهون الارهابيين الغرباء فان اهم ما تمس الحاجة اليه هو وحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف، ومن هنا طالما طلبنا من السياسيين والذين يظهرون في وسائل الاعلام أن يكفوا عن المواقف الخطابية المتشددة و المهاترات الاعلامية التي لا تزيد الوضع الا تعقيداً وارباكاً ، ولكن مع الأسف الشديد نجد ان البعض لا يزال يمارس ذلك ، وحتى وصل الأمر الى بعض المواطنين فنسمع منهم أحياناً نماذج مؤسفة من الكلام الطائفي او العنصري او نجد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا لا يليق بالعراقيين بكل تأكيد.إننا جميعاً أبناء شعب واحد وقدرنا ان يعيش بعضنا مع بعض فلا بد من العمل على شد أواصر المحبة والألفة بيننا وترك كل ما يؤدي الى مزيد من التشنج والاختلاف بين مكونات هذا الشعب العريق .
الامر الثاني : إنّ التحديات والمخاطر الكبيرة الحالية والمستقبلية التي تحدق بالعراق والتي تهدد السلم الأهلي ووحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وتنذر بواقع مقسم ومتناحر لعراق المستقبل تتطلب وقفة شجاعة وجريئة ووطنية صادقة من الكتل السياسية والقادة السياسيين تتجاوز فيها البحث عن المصالح الضيقة الشخصية والفئوية والطائفية والقومية واستغلال هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية او مناطقية او الاصرار على بعض المطالب التي تعقد الوضع السياسي وتمنع من حل الأزمة الراهنة لترتقي هذه الكتل والقادة الى مواقف تتجاوز ( الأنا ) بأي عنوان كان لتعبر عن التضحية والايثار والغيرة على مصالح هذا البلد وشعبه المهدد بالتمزق والتناحر، وذلك يقتضي من مجلس النواب المحترم عدم تجاوز التوقيتات الدستورية بأزيد مما حصل والاسراع في انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع لتضع الحلول الجذرية لمشاكل البلد وأزماته المتراكمة .
الامر الثالث : لقد أوضحنا أكثر من مرة أن الدعوة للتطوع في صفوف القوات العسكرية والأمنية العراقية إنما كانت لغرض حماية العراقيين من مختلف الطوائف والأعراق وحماية أعراضهم ومقدساتهم من الارهابيين الغرباء، ومن هنا نؤكد على جميع المقاتلين في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين الذين نشيد بشجاعتهم و بسالتهم في الدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم... نؤكد عليهم جميعاً ضرورة الالتزام التام والصارم برعاية حقوق المواطنين جميعاً وعدم التجاوز على أيّ مواطنٍ بريءٍ مهما كان انتماؤه المذهبي او العرقي وأياً كان موقفه السياسي ، ونذكّر الجميع بما قاله النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع عندما خاطب الناس بقوله : ((ألا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب)) و بقوله (صلى الله عليه وآله): ((من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله)) فالحذر الحذر من التسبب في إراقة قطرة دم إنسان بريء أو التعدي على شيء من أمواله و ممتلكاته.
ونؤكد أيضاً مرة أخرى على ضرورة تنظيم عملية التطوع وإدراج المتطوعين في ضمن القوات العسكرية والأمنية العراقية الرسمية وعدم السماح بوجود مجموعات مسلحة خارج الأطر القانونية تحت أي صفة وعنوان ، إنّ هذا مسؤولية الحكومة وليس لها ان تتسامح في القيام بها.
الامر الرابع : يفترض بالمسؤولين من مختلف الدرجات والأصناف الحضور الميداني في تجمعات النازحين و معسكرات المقاتلين لمعايشة الواقع والاطلاع المباشر على احتياجاتهم والسعي لتلبيتها والاسراع في صرف التخصيصات المالية لهم ولاسيما توفير الأدوية والكوادر الطبية للنازحين ودعم القوات المسلحة بالمؤن الغذائية والمستلزمات العسكرية الضرورية وشحذ الهمم ورفع المعنويات لمزيد من الصبر والثبات في مكافحة الارهابيين الغرباء.
الامر الخامس: يواجه الشعب الفلسطيني في غزة عدواناً اسرائيلياً متواصلاً منذ عدة أيام، إننا في الوقت الذي نؤكد فيه إدانتنا للعدوان وتضامننا مع أخوتنا وأخواتنا في فلسطين المحتلة ندعو بدورنا المجتمع الدولي الى وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية والوقوف الى جانب الفلسطينيين في محنتهم.