أسئلة مجلة المكتبة / النادي الحسيني في النبطية
سماحة السيد محمد رضا السيستاني نجل سماحة آية الله العظمى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نود من جانبكم الكريم الإجابة على الأسئلة الواردة أدناه والتي هي مثار تساؤل في أوساطنا الاجتماعية، حيث ستنشر أجوبتكم الكريمة عليها بإذنه تعالى في العدد المقبل من مجلة «المكتبة» التي تصدر عن النادي الحسيني لمدينة النبطية _ جنوب لبنان برعاية وإشراف سماحة الشيخ عبد الحسين صادق.
س1: بعد انهيار النظام الغاشم في العراق، ما هي الخطوات التي تتخذها الحوزة المباركة في النجف الأشرف لاستعادة دورها التاريخي الإجتماعي والسياسي؟
ج1: إن الحوزة العلمية المقدسة في النجف الأشرف قد أصيبت بنكبات قاسية خلال العقود الأخيرة، وفقدت من جراء ذلك الكثير من رجالها البارزين من العلماء والأدباء والمفكرين، قتلاً وسجناً ونفياً وتشريداً، ولم يبق منها إلا الثلة القليلة من أولئك الأفذاذ، ولكن في الأشهر القليلة الماضية بدأ العديد من المهجرين في العودة إلى الحوزة الأم والشروع في نشاطاتهم العلمية والفكرية، كما تأسست خلال هذه المدة جملة من المراكز والمؤسسات التي تهتم بالتبليغ الثقافي والديني، وأنشأت عدد من الحوزات العلمية في مراكز المحافظات، والمؤمل مع تحسّن الوضع الأمني وتوفر الخدمات الضرورية أن يتيسّر اتخاذ خطوات واسعة في سبيل تطوير الحوزة المباركة واستعادة مجدها الأثيل.
س2: في حال تمت الانتخابات وفقاً لوجهة نظر آية الله السيستاني (دام ظله الشريف)، فهل تنوي المرجعية الشريفة أو الحوزة المباركة أن تشارك في نظام الحكم القادم، وذلك لترسيخ ثقة الشعب العراقي بالنظام الجديد؟
ج2: إنّ سماحة السيد دام ظله إنّما طالب بإجراء الانتخابات لغرض تمكين الشعب العراقي من اختيار ممثليهم من إدارة بلدهم، سماحته ليس معنياً بتصدي الحوزة العلمية لممارسة العمل السياسي فإنّه يرتأي لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن هذا المجال، ولكن هذا لا يمنع من قيامهم بإسداء النصح والتوجيه للناس وإرشادهم إلى الضوابط التي ينبغي اعتمادها في اختيار ممثليهم في أية انتخابات قادمة.
س3: ما هي الخطة التي يتبعها آية الله السيستاني ( دام ظله) والحوزة المباركة لتفادي النعرات المذهبية والعرقية التي تواجه المجتمع العراقي والتي تعمل الأجهزة الاستخباراتية المعادية على تأجيجها؟
ج3: إنّ القوى السياسية والاجتماعية العراقية ومعظم الشعب العراقي على وعي تام بمخاطر الانسياق وراء النعرات العرقية والطائفية، ونحمد الله تبارك وتعالى أنه لم تقع من الحوادث المؤسفة المسببة عن ذلك طوال الأشهر الماضية إلا النزر اليسير، وقد تعاون الجميع على تطويقها والحدّ من نتائجها السلبية.
وقد اتخذت خطوات مباركة في التنسيق والتواصل بين مختلف الطوائف والقوميات تجنباً عن أي اصطدام عرقي أو طائفي، نسأل الله تعالى مزيد التوفيق للقائمين بها.
س4: كيف ترى المرجعية المباركة شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
ج4: هذا متروك لإرادة الشعب العراقي، ولكن لمّا كان معظم العراقيين من المسلمين فمن المؤكد أنهم سيختاروا نظاماً يحترم ثوابت الشريعة الاسلامية المقدسة كما يحترم حقوق الأقليات، والجميع متفقون على ضرورة اعتماد مبدأ العدالة والمساواة بين أبناء هذا البلد في جنب مبدأ التعددية والانتخاب والتداول السلمي للسلطة.
س5: كيف كان سماحة آية الله السيد السيستاني ( دام ظله) يمارس مهامه كمرجع للطائفة إبان الحكم الظالم السابق الذي كان يضغط بشدة على حياة السيد ( دام ظله الشريف ) وكيف كان يجيب على استفتاءات المقلدين الحساسة وذات الطابع السياسي؟
ج5: كان الوضع حرجاً جداً بالنسبة إلى سماحته دام ظله وقد بقي سنوات طويلة رهين داره يمارس مسؤولياته في أضيق الحدود تجنبّاً عن منح أيّ ذريعة لأجهزة النظام في الوقيعة بالحوزة العلمية وطلابها، وقد نجح _ ولله الحمد _ في التحفظ على كيان الحوزة المقدسة في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد.
س6: لماذا الظهور الاعلامي للمرجعية المباركة ضعيفاً، حيث نرى في وسائل الإعلام وفي القنوات الفضائية بأنّ وجهة النظر الشيعية تجاه الكثير من الأمور تؤخذ من قبل جهات لا تمثل مرجعية دينية للمقلدين الشيعة كما هو الحال في مرجعية آية الله السيد السيستاني ( دام ظله الشريف ) حيث أنّ الأكثرية الشيعية تتبع مرجعيته المسددة.
ج6: إنّ مكتب سماحة السيد دام ظله لا يتعامل مع وسائل الإعلام إلا في حدود الضرورة، وفقاً للمنهج الذي رسمه له سماحة السيد دام ظله، والمؤمّل من المؤمنين _ سدد الله خطاهم_ أن يتنبهوا للأساليب غير المهنية التي تمارسها العديد من وسائل الاعلام ويتثبتوا فيما يُنشر فيها حول سماحة المرجع دام ظله.
هذا ما تيسّر تحريره في هذه العجالة والسلام عليكم وعلى فضيلة العلامة الحجة الشيخ عبد الحسين صادق دامت بركاته.
21/12/1424هـ